الثلاثاء، 31 يناير 2012

زواج صالونات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تعريف زواج الصالونات:
هو ذلك الزواج الذي يبدأ من خلال طرف قريب أو صديق من العائلة
يبدأ بأن "يميل" الشاب على أذن أحد أفراد أسرته أو أحد معارفه؛ أنه ينتوي الزواج ويبحث عن عروسة ويطلب المساعدة
ومن هنا تبدأ القصة فتجد كل من يعلم بالخبر يعمل كخلية نحل شنت بها حالة طوارئ.. ويبدأ البحث


الأم: هل تعلم لقد أخبرني زميلي في العمل أنه يبحث لابنه على عروسة؛ وأعطيته رقم هاتفك

الأب: ومن هو هذا الزميل هل أعرفه؟!
الأم:
بالطبع إنه فلان الفلاني الذي التقيت به في المكان الفلاني

الأب: أجل أجل تذكرت

الأم:
أتى لكِ عريس اليوم

البنت: عريس!! ومن أين أتى؟
الأم: ابن زميل لي بالعمل
البنت: دعينا من مناسبة زملاء العمل فلا داعي للحرج إذا لم يتم الموضوع
الأم: ومن أين تظنينهم يأتون؟ إذا لم يكن من زملاء العمل عندي فمن زملاء والدك أو أخوكِ أو الجيران، هل سنُحرِّم الزواج منعًا للإحراج؟!
البنت: وعلى أي أساس طلب منك هذا الطلب؟ هل رآني من قبل؟ أم أنه مخدوع ويظنني أشبهك؟
الأم: لا لم يركِ مسبقًا ..هل تعتقدين!!..أظنه طلبه لما يعرفه عنا من احترام
البنت:
وليكن..أخبريه في سياق الكلام أنني أشبه والدي في كل شيء "شخصية وشكلا" حتى تكون الأمور واضحة منذ البداية


::في يوم آخر::
الأم: زميلي يُلح عليَّ يومًا بعد يوم متى يأتوا لزيارتنا؟
الأب: اسألي ابنتك أليست هي العروس!!
البنت: ليس الآن فأنا ليس لدي وقت لهذا الأمر

::في يوم آخر::
الأم: ماذا أقول لهم؟ متى يأتوا؟
البنت: عندما أنهي امتحاناتي
الأم: قل شيئًا لابنتك.. ما الذي يدفعهم للانتظار كل هذا الوقت وهم حتى لم يروا العروس؟
الأب: دعيها وشأنها ابنتي حبيبتي واريدها بجواري تعطر لي الحياة
الأم: أريد موعد محدد لقد ضقت من إلحاح زميلي عليّ كلما رآني وأصبحت أتهرب من رؤيته
البنت: أترين!! ولهذا أخبرتك أنه لا داعِ لمعارف العمل "منعًا للإحراج"
الأم: سوف أخبرهم بأن الموعد الجمعة القادمة
البنت:
تمزحين أليس كذلك؟!


::تمر الأيام::
الأم: أخبِرهم بأن يأتوا اليوم
الأب: اليوم!!
الأم: أجل فلننه هذا الموضوع المعلق
الأب: حسنًا
البنت: إفعلوا ما طاب لكم

::ولكن الموعد يؤجل::

رغم كل التعليمات التي ألقتها والدتها على مسامعها، ألا تصبح "كالطوبة" وألا تجلس "مكشرة" وأن تتفاعل في الحوار
إلا أنها وبمجرد أن دخلت عليها والدتها غرفتها لتدعوها للدخول للضيوف، لا تدري ماذا أصابها
كتلة من مشاعر متضاربة غير مستقرة
فتارة تصيبها حالة من الضحك وتارة تشعر أنها من الأصل لا تريد الدخول وتارة يكسوها الزهول والصمت.. ولكن في جميع الأحوال هي متسمرة لا تريد الذهاب
ومن إلحاح والدتها شعرت أن ما تفعله ما هو إلا "دلع بنات" وعليها أن تحسم الأمر
أخذت نفس عميق وقررت الدخول

استغربت نفسها
هي ليست على طبيعتها بالمرة

وهي في طريقها للجلوس ومن كثرة ما حملقت في "السجادة" اكتشفت أشكال جديدة فيها رغم أنها تمر عليها منذ أكثر من عشرين عام

وجلست
"كالطوبة"
 بعد أن سلمت بابتسامة شديدة الاصطناع ولم تنظر لأحد
تأملت كل ركن من أركان "الصالون" لدرجة أنها كادت تحصي ذرات التراب المتناثرة على "السجادة"
تحدثوا طويلاً ولكنها لم تنصت ولا حتى تسمع أي شيء مما قالوا "كما لو كنت قد شغّلت المذياع في غرفة وقررت الجلوس في غرفة أخرى"
وكلما أحست أنها أصبحت "طوبة" أكثر من اللازم، ويجب عليها على الأقل النظر إلى ضيوفها من باب المجاملة، وكلما همت برفع رأسها، أحست بأن نوبة من الضحك ستنتابها؛ فتعض على شفتيها في حزم وتقرر تنكيس رأسها مرة أخرى

لقد حفظت نقوش الجوارب وانطبعت صورتها بعقلها تستطيع أن تستظهرها عن ظهر قلب

ولكنها ملّت هذه الحالة الرتيبة التي هي عليها وتذكرت كل كلمة أخبرتها بها صديقتها "بأن الموضوع ليس لعبة وأنه ليس مدعاة للإحراج؛ هذا مستقبلك بأكمله ولو احرجتِ اليوم ستكونين أنتِ أكبر خاسرة، تذكرت كل كلمة وكأنها تحدثها الآن، تذكرت وهي تخبرها بأن الإحراج له وقته ولكن هذا موقف يستدعي الإجابة بالموافقة أو الرفض.. وحتى لا تضع نفسها في هذا الموقف مرة أخرى؛ لو لم تستطع تحديد موقفها في هذه الجلسة ستضطر لإعادة الموقف بأكمله مرة اخرى"
وهنا قررت الخروج عن هذه المشاعر السلبية
قررت كسر جميع الحواجز النفسية
ورفعت رأسها ونظرت إليهم بثبات
وتحدثت وناقشت وقصت وحكت
ضحكت وانفعلت واندهشت "كما لو كانت تتحدث لأقربائها" هذه هي بلا تصنع وبلا أقنعة كأكثر ما تكون على طبيعتها
صدمها أنه لم يكن كذلك .. بعد كل العناء الذي بزلته لتتخطى حاجز الحرج ولكنه لم يقدر لها ذلك واستمر حرجه مسيطر عليه
قررت أن تتساما فوق حرج الموقف وبدأت بتوجيه كلامها إليه مباشرة
ولكنه أفحمها بردوده
تبعها مقاطعة والده بأنهم "سيستأذنوا" لأن السائق ينتظرهم بالأسفل

لم تحرك ساكنًا
فقط تبعتهم بنظرها "وقد عادت لتتأمل نقوش الجوارب"


وهكذا أدركت المقصود من مصطلح زواج صالونات والذي كان يبدو بالنسبة لها مسبقًا مصطلح غامض

أدركته ورفضته
رفضته بشدة

إمضاء::
E73

8 آراءكم:

amiraali on 31 يناير 2012 في 10:07 م يقول...

هههههههههههههههههههههههههههههه...حلو اوي والله هوا ده ايلي بيحصل في كل البيوووت...وبينتهي بالرفض ...
تسلمي يا قمر

E73 on 31 يناير 2012 في 11:56 م يقول...

نفس التفصيل ونفس المقاسات يا ميرا

هههههه

تسلمي وتعيشي يا جميلة

reemaas on 1 فبراير 2012 في 1:04 ص يقول...

بكرهه جدااااااااااااااااااا

جايز يكون جاب نتيجة مع ناس لكن معايا بيحطنى فى مواقف غبية بجد

E73 on 1 فبراير 2012 في 11:56 ص يقول...

فعلا يا ريمى ومين سمعك يا اختييييي

موااااااااااااقف غبيييييييييية

Randa on 4 فبراير 2012 في 1:49 ص يقول...

هههههههههههههههه مش بقولك يا اينو في تزامن في الاحداث ..........الغريبه بقي انه ماما استغربت قوي لما قولتلها اني مشفتش العريس بس اقدر اوصفلها شرابه ههههههههههه مهي الناس كلها زيي اهو امال ايه المشكله ربنا يقدملك اللي فيه الخير يا اينو يارب

E73 on 4 فبراير 2012 في 1:53 ص يقول...

هههههههههه شوفي سبحان الله انا برضه حافظة الشراب بالنقشة

نحن واياكم يا روني

لأ هو بالنسبالي خلاص الموضوع انتهى لأسباب غير متعلقة بنقشة الشراب ^_*

بس ربنا يسمعني عنك أخبار حلوة يا رب

P A S H A on 7 فبراير 2012 في 7:27 م يقول...

حلو وصفك في الموضوع ده :)

خالص تحياتي

E73 on 7 فبراير 2012 في 7:30 م يقول...

:)

تسلم

شرفت