الخميس، 27 سبتمبر 2012

عنها أتحدث

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تستيقظ فجأة لتنظر في هاتفها الخلوي .. أرقامه تشير إلى الخامسة والنصف فجرًا
تريح رأسها مجددًا على وسادتها إنه لم يرن بعد لازال الوقت مبكرًا لقد استيقظت قبل الموعد المطلوب بنصف ساعة
عليها أن تسرع للحاق بصلاة الفجر قبل موعد الشروق
ولكنها الخامسة والنصف على أي حال باق من الوقت عشرة دقائق هي ما ستستغرقها لقضاء حاجتها والوضوء وارتداء ملابس الصلاة وبالتالي تكون فاتتها الصلاة
إذا فلا بأس من بعض النوم من الموعد المحدد
في الساعة السادسة يدق جرس منبه هاتفها .. تنظر إليه في عدم اعتناء ثم تتركه مره أخرى .. لا بأس من ربع ساعة أخرى إنها تستيقظ مبكرًا على أي حال
السادسة والخمس دقائق إنه يدق مرة أخرى .. أزعجها
قررت إعادة ضبطه على السادسة والنصف فلتنعم بهذا التأخير إذن مادامت ستنامه
يدق.. تغلقه.. تنام.. تستيقظ مزعورة على الساعة السابعة.. لقد تأخرت بالفعل

تهرول للحاق بما ستفعله
تقصد الخلوة.. تليها حوض الوجه .. تغسل أسنانها وجهها تتوضأ .. تذهب مسرعة لتنادي على والدتها لقد أصبحت الساعة السابعة والربع ولم ترتدي ملابس الخروج بعد وعلى والدتها إعداد شطيرة البيض لتأكلها أثناء طريقها

تسرع للغرفة تتناول ملابس الأمس كما هي فلا وقت لتجهيز طقم جديد.. تذهب لتأخذ شطيرة البيض ولا تنسى التأكيد على والدتها بتحضير تفاحة مقطعة في حقيبة الشطائر فلن يسعفها الوقت لتأكلها هي الأخرى بالطريق

تذهب لتصلي .. تشرب ثلاثة ملاعق من العسل الأسود ولا تنسى شطيرتها في يدها .. دفاترها باليد الأخرى .. وتضع حقيبة التفاحة المقطعة بحقيبة يدها بسرعة وتسأل والدها على "فكة" للمواصلات -إنها طريقتها للتحايل على القانون ودفعهم لدفع تكاليف انتقالتها بدلا من أن تبدد راتبها عليها- تأخذ ما فيه النصيب وتهرول على الدرج

في طريقها للموقف تلاحظ شباب "الفاعل" المنتظرين أمام هذا المبنى الغير مكتمل البناء ينتظرون "ريسهم" ليقود العمل وينظرون إليها باستغراب يوميًا وهي تهرول وتتناول شطيرتها في ذات الوقت

تير إلى إحدى الحافلات تركب مسرعة ولازالت الشطيرة بيدها .. تنهيها قبل الوصول للمحطة المطلوبة وتتناول زجاجة المياه خاصتها من الحقيبة وترتشف بضع نقاط "لتنظف بها فمها"

تنزل من الحافلة وتستكمل مسيرة بضع دقائق سيرًا للحاق بعربات الموقف الآخر الذاهب إلى مقر عملها

في هذا الأخير تصعد وتفتح حقيبتها لتتناول منها كتيب أذكار الصباح والمساء .. تستغرق الطريق في قراءة الأذكار

تنزل في آخر الخط وتبدأ في الاسراع بالسير لتنقذ ماء وجهها من تمتمات أحدهم ليس لها داع نتيجة تأخرها

تقابل في طريقها وعلى بعد بضعة خطوات من بوابة المدرسة أولياء أمور بعض الأطفال والذين يصرون على جذب أطراف الحديث معها بعد السلامات وما إلى ذلك وهي تدعوا بداخلها لو كان بإمكانها ارتداء "طاقية الاخفا" حتى لا يراها أحد ولا يعطلها أحد

تحمد الله فلم تغلق بوابة المدرسة بعد

تدخل مهرولة لمكتب الاداريات لتضع إمضتها "الثمينة" في دفتر الحضور" ثم تتوجه بعدها مسرعة إلى إحدى قاعات الدروس ربما لتعطي إيحاء بأنها متواجدة منذ وقت طويل ولكنها كانت في مكان ما داخل المدرسة

تقابلها بعض أولياء الأمور وتتزمر لماذا تأخرت المعلمة والأطفال ينتظروف.. ترد بكل ثبات -فلن تنظر إحداهن لساعة يدها لسبب بسيط أنهن لا يرتدين ساعات اليد- أنا لم أتأخر إن موعدي في الثامنة

تدخل قاعة النشاط ليصيح الأطفال جميعهم ويقبل بعضهم عليها "ميس إيناس جت ميس إيناس جت"
بالطبع لا يسعها إلا أن تحتضنهم وتلقي عليهم السلام وتذكرهم بأهمية الرد عليه وتبدأ بتذكيرهم بالطقوس اليومية من تعليق الحقيبة على ظهر الكرسي وإخراج دافتر الواجب المنزل وإحضارها على مكتبها ثم الجلوس بالتزام وإخراج فطورهم وتناوله مع الحفاظ على نظافة المكان وعدم إلقاء شيء على الأرض


تتابع تقسيم دفاتر الواجبات حسب كل مادة وتأخذ القسم الخاص بها لتبدأ في تحضيره وبعد انتهاء فترة نشاطها في هذه القاعة تتأهب وتجهز حاجياتها للذهاب للقاعة الأخرى


يتشبث بها أحد الأطفال وهو منفطر في البكاء ويسألها إلى أين تذهب فتجيبه فيقول لها لا تذهبي أريدك لا تذهبي

تتوسل إليه أن يهدأ ويعود إلى مكانه وتأخذ تمدح في معلمة الفصل الأخرى وهو لا يهدأ ولا يقتنع إنه يريدها هي لا بديل
وعبثًا تنجح محاولتها في تهدئته فتضطر إلى توديعه مع وعد منها بأن تعود إليه قبل انتهاء اليوم وأنها موجودة إذا احتاجها في أي وقت فليأت إليها

وأثناء لقائها مع بعض أولياء الأمور يناقشونها في أمور ليس لها بها شأن فتخبرهم بأن عليهم التحدث إلى معلمة القاعة الرئيسية وليس معها هي فهي فقط مسئولة عن نشاط واحد في كل قاعة فيترجاها أولياء الأمور في توصيل مطالبهم لمعلمات الفصول فهم لا يستطيعون النقاش معهم وتوعدهم بأن تفعل

تستكمل يومها ولا تنسى من وقت لآخر بأن تتناول قنينتها وترتشف بضع قطرات من المياه حتى لا تنجرح حنجرتها إثر صياحها المتواصل طوال اليوم

تنهي عملها على عجل وتتوجه في الثانية عشر للانصراف لتلحق بالدورة التدريبية التي أرسلتها إليها إدارة التربية والتعليم

تصل إلى حيث تنتظر عربات الأجرة وتستقل إحدى العربات وتنتظر إلى أن يكتمل العدد وأثناء ذلك تخرج حقيبة التفاح وتبدأ في تناوله وتصر على إعطاء من بجاورها ولكن دائمًا ما تفشل محاولتها بالمشاركة فتكمل وجبتها وحدها أثناء الطريق إلى أن تصل إلى مقر التدريب

فتسرع صاعدة إلى حيث الطابق المطلوب وتضع إمضتها الغالية دائمًا في دفتر الحضور ثم تذهب لتؤدي صلاة الظهر في إحدى مكاتب الإداريات لتعود وتستقر أمام جهاز الحاسب المخصص لها لتستريييييييييييييح وتخرج قنينتها وتكملها لآخر قطرة

وتبدأ في تطبيق ما هو مطلوب منها وتساعد من حولها لينجزوا مهامهم فهي بالنسبة لهم "نابغة" يجب الاستفادة منها

وبعد الانتهاء من اليوم الطول تعود إلى المنزل في حوالي الساعة الرابعة لتصلي العصر وتبدل ثيابها وتملأ كوب من الحليب وتتناول معه أية منقنقات بالطريق وتنكفئ على هذا "المخروب" النت لتمارس هوايتها في القتل والتمثيل بجثة الوقت دون أي تأنيب ضمير أو إحساس بالذنب 

لتكتشف بعد تناول الغداء وبعد صلاة العشاء أنها منهكة تمامًا وخائرة القوى وتحتاج لنوم عميييييييييق لا تفيق منه أبدًا وبالطبع لا تنسى عقارات الحديد والفيتامينات قبل النوم

لديها تسجيل صوتي لذلك البرئ الصغير الذي يناشدها البقاء معه ربما رفعته وأرفقته بالمقال في يوم ما

4 آراءكم:

Randa on 2 أكتوبر 2012 في 3:59 م يقول...

مبدئيا عايزه اقولك انه الصوره رائعه وبتفكرني بيكي جدا الصوره دي في ذاكرتي مرتبطه بيكي بتخيلها صورتك وانتي صغيره مثلا ثانيا يومك جميل وان كان متعب أوي بس اكيد بتحسي بمتعه وانتي بتعلمي الأطفال وأحساسك بأرتباطهم بيكي احساس حلو أوي ربنا يوفقك يأينو يارب

E73 on 2 أكتوبر 2012 في 5:25 م يقول...

^_^ الله يكرمك يا رنرن انا حلوة كدا؟

أكييييييييييييد الحمد لله

نحن واياكم يا رنرونتي

زينب علي حبيب on 30 يناير 2013 في 12:26 م يقول...

يااااااه مع الاختلافات اللي بنّا ... مع كل الاختلافات الا انه لو كنت مكانك كان هيكون دا هوة السيناريو ليّا !!!

انك تخلي كل حاجة لاخر لحظة ... الاطفال بيحبوكي ... حبيت اوي البوست دا :)

E73 on 30 يناير 2013 في 6:10 م يقول...

D:

مش عارفة اتخلص من مشكلة آخر الوقت دي ازاي الحقيقة >_<

ربنا يكرمك يا رب